(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
تشير الأرقام الرسمية، الصادرة عن دوائر الهجرة في دول الشمال الأوروبي، إلى أن انخفاضاً كبيراً طرأ على أعداد القادمين لطلب اللجوء في دول فنلندا والسويد والدنمارك والنرويج العام المنصرم 2017، مقارنة بالأعوام السابقة.
ففي السويد، وبحسب ما تظهر أرقام “مصلحة الهجرة” لليوم الإثنين 8 يناير/كانون الثاني، استقبل البلد خلال عام 2017 ما يقرب من 25 ألف طالب لجوء. وهو رقم يعيد السويد إلى فترة “ما قبل 8 إلى 9 سنوات سابقة”، بحسب ما تنقل هيئة الإذاعة السويدية عن مدير الاتصال في مصلحة الهجرة، فردريك بينغستون.
وبحسب موقع المصلحة الإلكتروني فإن الأغلبية القادمة إلى السويد العام المنصرم 2017، هم من سورية والعراق وإرتيريا وأفغانستان بالترتيب وبحسب الأعداد. وخلال الأسبوع الأول من العام الحالي 2018 استقبلت السويد 307 طلاب لجوء. ومقارنة بعام 2015، وصل إلى السويد ما يربو على 163 ألف طالب لجوء، ما يجعل أرقام 2017 منخفضة بدرجة كبيرة جدا، وحتى مقارنة بأرقام 2016 التي وصلت إلى حدود 29 ألفا.
ويعزو مراقبون هذا الانخفاض إلى القوانين السويدية المشددة، بعد التدفق الكبير قبل عامين، خصوصا في مجال منح “الحماية المؤقتة” وصرامة قضايا لم الشمل وتخفيض الإعانة المالية، أسوة بما أقدمت عليه عدد من الدول الاسكندنافية الأخرى، إضافة إلى المراقبة الصارمة للحدود في جنوب الدنمارك مع ألمانيا، كممر بري وحيد لعبور كوبنهاغن نحو السويد. وبحسب مدير الاتصال في مصلحة الهجرة السويدية، بنغستون، فإن “الانخفاض غير مرتبط بتحسن الأوضاع في سورية والعراق، بل بتغير سياسات اللجوء في السويد ودول الاتحاد الأوروبي، وما يزال الوضع العام حول العالم ينتج الملايين من اللاجئين والنازحين، وما تغير هو عدم قدرة هؤلاء على السفر إلى السويد وأوروبا”.
(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});
وواجهت مصلحة الهجرة خلال عامي 2015 و2016 ضغطاً كبيراً “باستقبال نحو 200 ألف إنسان ما أدى إلى طول فترة انتظار أجوبة القبول أو الرفض لطالبي اللجوء”، وفقا لبنغستون.
ولم يختلف الأمر كثيرا في الجارة الاسكندنافية، الدنمارك، فمنذ 2015 أدخلت وزارة الهجرة والدمج في كوبنهاغن عدداً من التشديدات القانونية التي صعبت الحصول على إقامة دائمة. وجعلت معظم الإقامات مؤقتة مع تأخير كبير في قضايا لم الشمل وخفض للمساعدات المقدمة بعد الحصول على اللجوء في فترة الدمج وتعلم اللغة. وخلال عام 2017 انخفض عدد طالبي اللجوء إلى الدنمارك مثل السويد، إذ وصلها ما يقرب من 3500 طالب لجوء، مقارنة بـ21 ألفا في 2015، كما رفض تقريبا 40 في المائة منهم، بناء على 67 تعديلاً صارماً لقبول لجوء القادمين خلال سنتين.
وفي فنلندا تبين الأرقام الرسمية الصادرة عن دائرة الهجرة في هلسنكي انخفاضاً في أعداد طالبي اللجوء للعام الماضي 2017، إذ تقدم نحو ألفي إنسان بطلب اللجوء، مع وجود نحو ألف حالة ممن تنطبق عليهم “اتفاقية دبلن”، ويعتبرون لاجئين في اليونان وإيطاليا كأول بلدين وصلها طالبو اللجوء، مقارنة بنحو 12 ألفا في 2016. ولا يزال اليوم نحو 13 ألف طالب لجوء ينتظرون أجوبة من هلسنكي حول إقامتهم المستقبلية في البلد.
وفي النرويج شمالا يبدو الوضع مشابها بانخفاض أعداد طالبي اللجوء للعام 2017 بما يعتبره النرويجيون “انخفاضاً تاريخيّاً”. ففي عام 2015 وصل إلى النرويج 31 ألف طالب لجوء، في حين أدت التغيرات القانونية، وتشديد الرقابة الحدودية العام الماضي إلى استقبال 3500 طالب لجوء فقط، بحسب دائرة الأجانب والهجرة في أوسلو. وتتوقع الدائرة للعام الحالي 2018 مزيدا من الانخفاض، إلى نحو 3 آلاف فقط، ما أدى بأوسلو أيضا إلى خفض معسكرات اللجوء بنسبة الثلثين خلال عام، وخلال الأشهر المقبلة يتوقع إغلاق المزيد من مراكز الاستقبال.
ناصر السهيلي
العربي الجديد